الإقامة رقم 1: السعيد الخيز
"رجل لا يفهمه أحد"
تعد إقامة الرواية ضمن برنامج "تحرير المحسوس " دعوة للتأمل والتفكير والتخطيط، واستعادة لدينامية الكتابة الروائية بوصفها فعلا بحثيا وتجريبيا، ومصاحبة لتنزيل العمل وخلق الحلم والجمال عبر استيتيقا محلية خارجة عن التمثلات . وذلك باعتماد منهجيات غير نموذجية بدءاً من الإقامات المنفردة والورش والإنتاج الجماعي، وصولاً إلى الكتابة، والتجارب الصوتية، والمنشورات المصاحبة الشاملة التي تكون حاضرة باستمرار في إقامة مختبر تاوسنالاب، هذه الأجواء التي تشجّع على إجراء حوارات نقدية مستمرة، وبناء أشكال متطورة معاصرة من السرديات بوجهات نظر مجالية من أجل خلق مشاريع كتابة لها علاقة بالسيناريو المجالي والاجتماعي للمدينة جغرافيا. يتاح للكاتب المقيم أن يمارس الكتابة بوصفها فعلا يوميًّا، لا يقطعه ضجيج الالتزامات ولا يشتته إيقاع الحياة اليومية المتسارعة. تمنحه هذه الاقامة فرصةً لإعادة اكتشاف صوت الحكاية في داخله، والتوغّل في أعماق الشخصيات التي ابتكرها، ويمنحها ملامح أكثر تحررا من سلطة اشكال البناء الروائي المعولم. وتخليص عوالم الرواية من المركزية الكتابية من خلال عوالم الأطراف، ونزع العنف المستورد في الكتابة الروائية بصفة خاصة والسردية بصفة عامة.
السعيد الخيز، له عدة أعمال روائية، منها: "نوستالجيا الحب والدمار" 2015 و"قطف الجمر" 2018 و"ابن الصلصال" 2020 الحاصلة على جائزة الطيب صالح في الإبداعي الروائي. كما أنه عاش تجربة إدارة وتحرير مجلة "أوراق ثقافية" بمدينة تارودانت.
يعد السعيد الخيز باحثا في السيميائيات السردية، قادما من خلفيات معرفية أكاديمية تهتم بإنتاج المعنى في الخطاب الروائي؛ فهو الحاصل على شهادة الدكتوراه في سيميائيات الخطاب الروائي، المشتغل بترجمة دراسات تهتم الفن والسينما والوسائط البصرية.
استطاع التقدم في مسودات أولية لعدة فصول، إلى جانب إعادة هيكلة البنية السردية لروايته قيد الإقامة بمختبر تاوسنالاب "رجل لا يفهمه أحد" وهو مشروع رواية تحاول الغوص في حياة المختلفين نمائيا، أولئك الذين لا يفهمون أنفسهم ولا يفهمهم من لا يملك وعيا تربويا أو طبيا، وذلك من زوايا سردية تمثيلية تنتصر للمقصي والخاص، وتغوص في أعماق الشخصيات الإشكالية.
كما ستساعد جلسات النقاش وتحرير أساليب الكتابة وتبادل الآراء، مع المقيمين الدائمين من أعضاء المختبر والضيوف الزائرين الآخرين، على تداخل مشروع الرواية مع مشاريع متقاطعة قد تنتقل من فعل التأمل والكتابة إلى الفعل القانوني الذي يرصد اختلال حقوق هذه الفئة من الأفراد؛ التي تعاني داخل مجتمع لم يرس بعد عادات احترام الإعاقات الخفية. كما تساعد على إثراء الجانب الفني والأسلوبي للكاتب. ويبقى الهدف هو استعادة الحميمية مع فعل الكتابة والدخول في نقاش حول الإشكاليات المرتبطة بخصائص الكتابة الروائية والسردية اليوم في جغرافيات الجنوب العالمي.

